نسب النبي .. من أصلاب الطاهرين إلى أرحام الطاهرات

د.يوسف بن مصطفى مشعل - عن وائلة ابن الأسقع قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:» إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل, واصطفى قريش من كنانة, واصطفى من قريش بني هاشم, واصطفاني من بني هاشم «رواه مسلم. قال أصحاب رسول الله : يا رسول الله, أخبرنا عن نفسك ؟ قال : نعم أنا دعوة أبي إبراهيم وبشرى أخي عيسى ورأت أمي حين حملت بي أنه خرج منها نور أضاء لها قصور الشام واسترضعت في بني سعد بن بكر ....». قال تعالى : (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ). هذه الآية دار حولها خلاف, لأن رسول الله قال :» مازلت انتقل من أصلاب الطاهرين إلى أرحام الطاهرات»0فالأيات التي تعرضت لموقف إبراهيم مع أبيه لم تذكر اسمه إلا في أية واحدة, ذكرت أن اسمه آزر0فهناك أبوة مباشرة وغير مباشرة فالأبوة المباشرة هي التي يكون فيها الإنسان من صلب أبيه, والجد أبوة ولكن فيه واسطة, والعم مشترك مع الأب فهو أب غير مباشر إذاً فهم يطلقون على العم أباً 0فاية الآباء المباشرين «قَالَ لاَ يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلاَّ نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَن يَأْتِيَكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ ( 37) وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَن نُّشْرِكَ بِاللَّهِ مِن شَيْءٍ ذَلِكَ مِن فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ (38) سورة يوسف37-38. فهنا عدد الآباء المباشرين فيوسف بن يعقوب, ويعقوب بن اسحق, واسحق بن إبراهيم. عن أي هريرة قال : قيل : يا رسول الله من أكرم الناس ؟ قال : (اتقاهم) , قالوا ليس عن هذا نسألك قال : «فيوسف نبي الله ابن نبي الله ابن نبي الله ابن خليل الله» رواه مسلم.
والآية الأخرى قال تعالى : (أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ) البقرة 133فإذا كان إبراهيم هو جد يعقوب واسحق والده فما دخل إسماعيل هنا ؟ هو عم يعقوب فاعتبر العم أباً 0إذن ..لو جاءت الآيات كلها الخاصة بإبراهيم في القرآن بكلمة «لأبيه», لا يُصرف الكلام لأبيه الحقيقي, إنما ذكر في مرة واحدة أن أباه آزر ولا يؤتى بالعَلَم بعد الأبوة إلا إذا كان مطلقاً على العم فكأن الأبوة شائعة بين الأب الحقيقي وبين العم وبذلك يسلم لرسول الله أنه نقل من أصلاب الطاهرين إلى أرحام الطاهرات ولذلك جاء في دعاء إبراهيم لوالديه قول الله تعالى رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ) إبراهيم 41 0 فأصل قريش هو النضر بن كنانة وعليه أكثر العلماء واستدل بهذا الحديث الذي ذكره أبو عمر بن عبد البرّ عن الأشعث بن قيس قال : قدمت على رسول الله في كِندة فقلت: ألستم منا يا رسول الله ؟ قال : لا , نحن بن النضر بن كنانة لا نقفوا ُأمنا أي (لا نتهمها ولا نقذفها) ولا نترك النسب إلى الآباء وننسب إلى الأمهات ولا ننتفي من أبينا» . رواه ابن ماجه في سننه بإسنادٍ حسن0 وكان الأشعث يقول: لا اُوُتي برجل من قريش من النضر ابن كنانة إلا جلدته وهذا النسب إلى عدنان لا مرية فيه ولا نزاع ، ثابت بالتواتر والإجماع ولا خلاف أنّ عدنان من ولد إسماعيل وقد كره بعض السلف والأئمة الانتساب إلى ما بعد عدنان فقد صحّ أنّه صلى الله عليه وسلم قال : « أنا سيد ولد آدم ولا فخر يوم القيامة وبيدي لواء الحمد ولا فخر وما من نبي يومئذ آدم فمن سواه إلا تحت لوائي وأنا أول من تنشق عنه الأرض ولا فخر « رواه مسلم . حديث حسن صحيح وذكره الألباني في صحيح الترمذي .
هذا بيان للناس

شكرا الاخت ميس الريم على المعلومات القيمة
تسلم اناملك تقبلي مروري