أكد سمو الأمير علي بن الحسين رئيس الاتحادين الأردني وغرب آسيا ونائب رئيس "فيفا"، الدور الكبير الذي يلعبه جلالة الملك عبدالله الثاني وحرصه على الاهتمام بالشباب، مشيرا سموه إلى أن الملك عبدالله الثاني هو الداعم الرئيسي والفعلي للرياضة الأردنية وكرة القدم خاصة، وعبر سموه بأنه يأمل أن يسلك البقية نفس الطريق في رعايته للشباب وفي المقدمة الحكومة والشركات الاخرى.
واضاف سموه في حديثه للتلفزيون الأردني يوم أمس: "جلالة الملك عبدالله الثاني نصحني بتسلم المهمة كرئيس لاتحاد الكرة خلفا لجلالته الذي سار بالاتحاد الى مرحلة متقدمة من الانجازات، وهو بالفعل يستحق أن يكون الرياضي الأول والقدوة للجميع، في ظل التشجيع الذي يبديه جلالته، وهذا بحد ذاته يشكل حافزا لنا جميعا للمزيد من العمل والعطاء".
واشاد سموه بوقفة جلالته ومتابعته للمنتخب الوطني في النهائيات الآسيوية التي اقيمت في الصين في العام 2044، واثنى على الخطوة الكريمة والكبيرة التي اقدم عليها جلالة الملك عبدالله الثاني مؤخرا بتقديم الدعم المالي لاتحاد الكرة، وقال سموه: "هذه الخطوة انقذتنا كثيرا وجعلتنا نواصل مسيرة العطاء في خدمة الشباب والمنتخبات الوطنية".
سموه سيعرض هموم الأندية أمام الحكومة
ويوجه سمو الأمير علي بن الحسين رسالة اليوم إلى رئيس الوزراء د.معروف البخيت، تتناول ملخصا لاحتياجات المنتخبات والأندية الأردنية الممارسة للعبة كرة القدم، كما تتضمن الرسالة التي عرضت أمس ضمن الحوار التلفزيوني عددا من التوصيات.
وطالب سموه الحكومة بتعديل قانون ضريبة الدخل، بحيث تزيد نسبة إعفاء الشركات والمؤسسات الراعية للاتحاد والأندية بما لا يقل عن 75 % من مجمل الدخل الخاضع للضريبة.
وإصدار تعميم على كافة الدوائر الرسمية، وخاصة القوات المسلحة والدوائر الأمنية، من أجل تفريغ اللاعبين المسجلين رسمياً في قيود الاتحاد الأردني لكرة القدم، وإصدار تعميم لوزارة التربية والتعليم والمؤسسات المستقلة، من أجل السماح للأندية لاستعمال المرافق والمنشآت الرياضية التابعة لها.
كما طالب سموه بإعفاء الاتحاد الأردني لكرة القدم من ضريبة المبيعات والضرائب الجمركية لمستورداته ومشترياته كافة، أسوة بالاتحاد الأردني لكرة السلة، ومنح الأندية التي تشارك فرقها في بطولات فئات المحترفين والدرجة الأولى والبطولات النسوية، إعفاء جمركيا لشراء حافلة واحدة وبمعدل مرة واحدة كل خمس سنوات لكل ناد من الأندية والبالغ عددها نحو 30 ناديا.
وبشأن التوصيات قال سموه: "في سعينا لرفع مستوى كرة القدم الأردنية، أصبح لزاماً علينا أن نتوجه إلى حكومتنا مقدرين الجهود السابقة التي بذلتها في دعم توجهات شباب الوطن،
ولذلك نقدم هذه الدراسة الشاملة ونقرنها بتوصيات نراها بالغة الأهمية، وهي":
إعادة فرش ملعب كنعان عزت في مدينة الأمير محمد بالعشب الصناعي بأسرع وقت ممكن، وخصوصاً أن هذا الملعب تتوفر فيه البنية التحتية الممكن استغلاله في مختلف المسابقات، علماً بان الملعب لم يستغل منذ ثلاثة أعوام بسبب سوء أرضيته، وإنشاء ستاد جديد بمواصفات عالية بعيداً عن التجمعات السكانية في محيط العاصمة، ليتم استغلاله في المسابقات المحلية والدولية ويتسع لما لا يقل عن 15 ألف متفرج، وإنشاء مراكز لرعاية الواعدين والواعدات، وخاصة في المناطق التي لا تتوفر فيها مثل هذه المراكز والتي تشكل قاعدة لكرة القدم في الأردن، وتشكيل لجنة مشتركة بين الجهات ذات العلاقة واتحاد كرة القدم، تكون مهمتها تنفيذ التوصيات والقرارات الصادرة عن حكومتنا والخاصة بتنفيذ احتياجات تطوير كرة القدم الأردنية.
الدعم المطلوب
وفي مستهل الحوار التلفزيوني الذي اجراه الزميل محمد قدري حسن، قدم سمو الأمير علي التعازي للأسرة الاعلامية وعائلة المرحوم الزميل المعلق أكرم عودة، وتحدث سموه عن التقرير الذي اعده من خلال زيارته المكوكية لمختلف الأندية في المحافظات، واطلع على ارض الواقع على احتياجات هذه الاندية لا سيما في البنية التحتية، مؤكدا انه سيعرض تلك الاحتياجات أمام الحكومة.
واستغرب سموه ردود الفعل لدى البعض بأنهم كانوا يلعبون على التراب، في الوقت ذاته الذي تقدم فيه العالم كثيرا، مشيرا بأن الكثير من الدول التي تقل عن الأردن بوضعها المالي لديها الكثير من الاهتمام بالجانب الرياضي وانشاء الملاعب والبنية التحتية بصورة عامة.
وطالب سموه الشركات والمصانع ان تقوم بدورها في خدمة الاندية في مختلف المدن الأردنية، لكي يساهم الجميع بعملية التقدم والتطوير، واشاد بمجموعة المناصير وشركة اورانج لدعمها الاتحاد، وأكد سموه بأن من واجب الشركات ان تتبنى الاندية، وحتى مدينة العقبة السياحية يجب تسويقها رياضيا لكي يكتمل المشهد.
وأوضح سموه أن الاتحاد يحتاج الى ما يقارب من عام للدخول في دوري ابطال آسيا بعد توفير الاحتياجات بصورة كاملة رغم وجود الكثير من المتطلبات، وأبدى انزعاجه من تراجع الرياضة المدرسية التي كانت ملاعبها في السابق تزود الاندية والمنتخبات بالمواهب الصغيرة، وقال سموه: "يبدو أن القائمين على هذه الرياضة لم يعودوا يملكون الاهتمام الكافي بالرياضة بصورة عامة وليس كرة القدم، ولهذا يجب اعادة الروح لهذه للرياضة المدرسية، بالرغم من أن الاتحاد انشأ مراكز للواعدين لتعويض هذا النقص".
إشادة بالنشامى
واشاد الأمير علي بنشامى المنتخب الوطني وبالنتائج التي تحققت سواء في النهائيات الآسيوية او في تصفيات كأس العالم الحالية بقيادة المدرب عدنان حمد، كما اشاد بالمنتخبات السابقة لا سيما في العام 2004 بقيادة الكابتن محمود الجوهري، واشاد سموه بالجوهري كمستشار له، وحرصه على وضع البرامج اللازمة في عملية التطوير، وتحدث عن اللحظات التاريخية لمباراة منتخبنا مع نظيره الياباني، وقيام الحكم الماليزي باستبدال مكان تنفيذ ركلات الجزاء الترجيحية، في الوقت الذي قبل فيه هذا المشهد الذي يحدث للمرة الأولى بكل روح رياضية، واستشهد سموه بقول جلالة الملك عبدالله الثاني: "تعاملنا مع هذه الاحداث بكل كرامة وخرجنا بطريقة يقدرها الجميع".
وقال سموه بأن نجوم المنتخب يستحقون كلمة نشامى وهذه ليست رمزية وانما واقعية، وقدم الشكر والتقدير لاهالي اللاعبين الذين احسنوا الاستثمار بأولادهم، وقال: "يجب علينا دعمهم بكافة الوسائل"، في الوقت الذي حذر فيه من مباراة المنتخب القادمة مع سنغافورة، وقال أن الثقة كبيرة بهم وبمدربهم حمد الذي يسير خطوة بخطوة للأمام، ويكفي انهم تقدموا 11 خطوة عن دول غرب آسيا، مشيرا بأنه يتمنى أن يحسم نجوم منتخبنا بطاقة التأهل قبل مباراتي الصين والعراق.
وطالب سموه الجمهور والأندية بدعم النشامى وتسهيل مهمتهم وليس وضع العراقيل في طريقهم، وأكد انه ليس قلقا على المستقبل نظرا للاهتمام بالاجيال المقبلة، بما في ذلك منتخب الشباب الذي يمثل وزارة التربية في الطائف بالبطولة العربية حاليا.
وانتقد سموه البعض ممن يوجهون اللوم للتحكيم، ونوه الى ان الاتحاد وضع البرامج اللازمة لعملية التطوير وهو ما سيقوم به في قارة آسيا ايضا. وتحدث سموه عن لحظات نجاحه في الانتخابات الآسيوية التي عززت بالمشاهد التلفزيونية قائلأ: "الهدف من خوضي الانتخابات كان يتجه وما يزال لخدمة القارة الصفراء في هذه اللعبة، وان شاء الله سأكون عند حسن ظن الجميع، ونريد أن نكون في الأردن رمزا في القارة الآسيوية".
وأكد اهتمام الاتحاد بالمنتخب النسوي وضرورة مساندته في مهمته المقبلة ببطولة غرب آسيا التي ستقام بعد أيام في الإمارات، وتمنى التوفيق لفريق الوحدات في مهمته الآسيوية ونجاحه في المباريات القادمة وهذا يعكس ايضا مدى تطور الكرة الأردنية.